🍃📜 القصة للقصيرة الفائزة بجائزة السرداب للإبداع الكتابي ( الدورة ١ )
أستيقظ كعادتي قبل الفجر ببضع دقائق ، لطالما كانت صلاة الفجر زادا روحيا أبدا به يومي دائما ، أنهي صلاتي أجلس على السجادة طويلا تسبيح إستغفار والكثير من التفكير في حياتي ..
أمسك هاتفي بعدها على مضض وأتصفحه ، فجأة يظهر رقم على شاشة الهاتف، مكالمة من خارج البلد، مفتاح الرقم كان لإحدى الدول العربية ..
أخذت بعض الوقت وأنا أفكر من تراه يكون ، أقوم بالرد : السلام عليكم
يأتيني صوت بنبرة خافتة تدل على الخوف من المواجهة ، بعد غياب دام خمس سنوات سمعت صوتها الذي لم يغب عن بالي أبدا ..
كنت أنتظره دائما ألعن كل يوم الدروب ،المسافات ، الظروف ، الموانئ وكل شيء حال بيننا ..
عن أول مكالمة بعد كل هذا الغياب ، سمعت صوتها وارتجف قلبي مثل ارتجافة صوتها ..
حل بيننا الكثير من الصمت في البداية،
قلت بداخلي :
"وإن عز علينا الحديث ، لنجلس صامتين ، لأ احد يعلم كيف انتهى بيننا الحديث ونحن اللتان اعتدنا الحديث واعتادنا، وكيف أكلت الأيام طريقنا ؛ وكيف نبت التعب بين مفاصلنا ، إن السكوت معك مرهق لكن الغياب كان أشد إرهاقا بكثير.
هذا الشوق مل من أن يكون قصيدة أو يُعصر داخل أغنية ، صار يربي سكيناً تذبح كل العصافير في صدري "
كانت دموعي تتساقط تباعا وأظنها أيضا كذلك ، بعدها جائني صوتها : كيف حالك يا صديقتي ؟
_ لست بخير ، لست بخير يا صديقتي لم يعد شيء بعدك بخير ، أصابعي ملغمة بالحنين تتفجر كل يوم في دفتر مذكراتي وأنا أفتقدك ، دموعي رصاص الوحدة وصدري فزاعة الحكايا ولساني مقصوص يا صديقتي ..
في مواطن القلب برد شبه عار لا يكسوه شيء سوى موسيقي جنائزية لرجال يمضون في الحرب ولا يعودون ..
الآن يا صديقتي شبع القلب من الغياب حد التخمة ، لكن الحنين أقسى حين يكون على هيئتك غارق بمستنقع العزلة ..
فتجوع كل احتمالاتي للمضي وتريد فقط أن ترأف بي روحي ، وهي تعيد تشكيل غيابك عني في مواطن صراخي !
لست بخير ، أما كنت تعلمين أنك لم تكوني يوما صديقتي ! كنتي ذراعي والجزء الذي لا يتجزأ عني وشيئا من روحي ، كنت تلك المساحة الفاصلة بيني وبين سوء هذه الحياة ..
أزور أمكاننا القديمة ، أعيش على بواقي الذكريات التي جمعتنا ، كانت تجول جمله واحده في رأسي كل هذه السنوات :"وان أعادوا الأماكن القديمة فمن يعيد الأصدقاء " ..
يا صديقتي أفتقدك جدا لدرجة أن الحياة وقفت في حنجرتي و لا يمكنني الصراخ ..
أتعلمين صديقتي أحيانا ننسى أن الغياب لا بد منه وإن طال البقاء ،، لكن يصعقنا الغياب ، يؤلمنا ، يردينا قتلى ، فكيف كان غيابك مفاجئا وبلا سبب ؟!
وبرغم هذا البعد بيننا اصطنع التكلف حين يأتيني الحنين ، يراود أوتار الغياب بداخلي شوق من الياسمين ..
فقط أردد بداخلي :
رفقا ايها القلب القتيل بداخلي مازلت احلم باليقين..
ايقنت ان اوجاع الغياب بداخلي راحلة رحيل اليافعين..
كانت دعوتي طوال هذه السنوات : اللهم عليك بالمسافات فإنها لا تعجزك .. أفكر كل ليلة وأنا اتمعن النظر لصورتك ورسالتك الأخيرة ، أنك لو كنت بجانبي لتغير الكثير الكثير ..
أنا يا صديقتي ما كنت أخاف غيابك أو غيابي أنا بقدر خوفي أن يكون هذا الغياب شيئا عاديا وأعتاده ككل شيء حدث في حياتي .. ربما لأني التي كلما أحببت شيئا تفنن في الغياب ..
آسفة صديقتي لم أعد كالسابق ، لم أعد صديقتك تلك تغير الكثير في غيابك
ذلك البرود الذي اعتراني هو تراكمات الوجع داخلي ، و كثرة الخذلان و ما صنع بي الكبت من تصلب في المشاعر ليس غلطتي انا وحدي ..
انا فقط ضحية للظروف القاسيه لشتاء الاهمال وللفحات الخيبات المتتاليه .. ثقل الشوق داخلي فأثقل حملي و اعتلي كاهلي شيخوخة الكلمات المشبعه ،، باللامبالاة المفرطه فحري بك يا من تذوقتي معي جمال الصداقة، أن تنتشليني اليك ان تاخد بيدي في اشد حالاتي احتياجا اليك فانا ايضا احتاج الي من يراعي لقلبي الصادئ من طول الغياب ..
تقفين في قلبي مثل قطع زجاج، رغم معرفتي بأنها تؤلم روحي إلا أني أخبئها فيه ..
تقوم بالرد بصوت مبحوح يكاد يقتله الإختناق :
وأنا فقط سيئة يا صديقتي، أعلم ذلك ..
صديقتي حدث الكثير لدي أيضا ، تغيرت أنا أيضا أحدثت الحياة الكثير بداخلنا
أن نصبح متسخين حد استحقاقنا عقوبة تكرار المكررات ، أن نتذكر الصداقة والأيام الخوالي والأصدقاء كتنظيف أسنان الأطفال قبل النوم ، أن نتذكره ! والتذكار يعني التكرار
وهل هناك عقاب للإنسان أبشع من تكرار تجاربه وزكرياته والعيش عليه ..
كل هذه البحار ونحن لم نزل عطاشى
كل هذه الأرض ونحن لم نزل جياعا
لم أقل هذا الشعار حتى أكون مصلحة كبيرة أو أبرئ نفسي من تهمة الغياب أو حتى لتنذهلي أمامي وتسامحيني ..
قلته لأخبرك أننا يجب أن ننتزع شال الحرير الملتق حول عنق الصداقة
لم أعد أحس بشيء يا صديقتي ، لقد افتقدت افتقادي لك
إنني أحن إلي حنيني إليك
وأشتاق لشوقي لك
فقد كان ذلك يؤكد لي أنني ما أزال على قيد ال
حياة ..
حسنا كيف حالك أنت بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق